كلية بادي في نيني الله

سنة سبع وأربعين وثمانمائة فيها توفي زين الدين أبو بكر بن إسحق بن خالد الكختاوي المعروف بالشيخ باكير النحوي قال السيوطي ولد في حدود السبعين وسبعمائة وكان إماما عالما بارعا متفننا في علوم وتفرد بالمعاني والبيان وفي لسانه لكنة مع سكون وعقل زائد وحسن شكل وشيبة منورة وجلالة عند الخاص والعام ولي قضاء حلب فحمدت سيرته وأفتى ودرس بها واستدعاه الملك الأشرف برسباي إلى مص روولاه مشيخة الشيخونية بحكم وفاة البدر القدسي وانتفع به جماعة وممن أخذ عنه والدي رحمة الله تعالى مات ليلة الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى انتهى.

وفيها نور الدين علي بن أحمد بن خليل بن ناصر بن علي بن طيىء المشهور قديما بابن السقطي وأخيرا بابن بصال الأسكندراني الأصل ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة قال ابن حجر واشتغل كثيرا في عدة فنون ولم يكن بالماهر وكان يتعانى توقيع الإنشاء وسمع من سراج الدين بن الملقن وغيره وكتب بخطه كثيرا من تصانيف ابن الملقن وحدث باليسير ولازم مجالس الإملاء عندي نحوا من عشرين سنة وتوفي آخر يوم الأربعاء ثالث عشرى جمادى الأولى انتهى.

نموذج مستعمرة : النوع قائمة

وفيها نور الدين أبو المعالي محمد بن السلطان الظاهر جقمق ولد في رجب سنة ست عشرة وثمانمائة وقرأ القرآن واشتغل بالعلم وحفظ كتبا ومهر في مدة يسيرة ولازم الشيخ سعد الدين بن الديري قبل أن يلي القضاء وأخذ عن الكافيجي وغيره وكان محبا في العلم والعلماء وولي الإمرة بعد سلطنة أبيه بقليل وجلس رأس الميسرة وأصابه مرض السل ثم بعده توفي ليلة السبت الثاني عشر من ذي الحجة بعلة البطن في القاهرة.

وفيها جمال الدين يوسف بن محمد بن أحمد بن المجبر التزمنتي بكسر المثناة الفوقية وسكون الزاي والنون وفتح الميم آخره فوقية نسبة إلى تزمنت قرية من عمل البهنسا ولد سنة سبعين وسبعمائة قال ابن حجر كان فاضلا اشتغل ودار على الشيوخ ودرس في أماكن وناب في الحكم عن علم الدين البلقيني وكان صديقه وتوفي ليلة الجمعة خامس عشر رجب انتهى أي واختلط قبل موته والله تعالى أعلم.

سنة ثمان وأربعين وثمانمائة فيها كان بالقاهرة الطاعون العظيم بحيث كان يخرج في اليوم والحد ما يزيد على الألف وفيها توجه الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد الفرياني بضم الفاء وكسر الراء المشددة نسبة إلى فريانة قرية قرب سفاقس المغربي إلى جبال حميدة بالأرض المقدسة وهي جبال شاهقة صعبة المرتقى ليس لها مسلك يسع أكثر من واحد وبأعلى جبل منها سهلة بها مزدرع وعيون وماء وكروم وأقوام في غاية المنعة والقوة من التجأ إليهم أمن ولو حاربه السلطان فمن دونه فنزل الفرياني عندهم وادعى أنه المهدي وقيل ادعى أنه القحطاني وراج أمره هناك وكان قدم القاهرة وأكثر التردد إلى المقريزي وواظب الجولان في قرى الريف الأدنى يعمل المواعيد ويذكر الناس وكان يستحضر كثيرا من التواريخ والأخبار الماضية ويدعي معرفة الحديث النبوي ورجاله وتحول عن مذهب مالك وادعى أنه يقلد الشافعي وولي قضاء نابلس إلى أن ظهر منه ما ظهر.

وفيها شهاب الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم الفيشي بالفاء والشين المعجمة بينهما تحتية مثناة الحنائي بكسر المهملة وتشديد النون مع المد النحوي المالكي ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وسبعمائة قال ابن حجر سمع من جماعة قبلنا وسمع معنا من شيوخنا وقرأ بنفسه وطلب وولي نيابة الحكم ودرس في أماكن وكان من الصوفية البيبرسية وكان وقورا ماكنا قليل الكلام كثير الفضل انتفع به جماعة في العربية وغيرها وقال السيوطي ألف في النحو وسمع منه صاحبنا ابن فهد وتوفي ليلة ثامن عشر جمادى الأولى.

وفيها زين الدين عبد الرحيم بن علي الحموي الواعظ المعروف بابن الآدمي قال ابن حجر تعانى عمل المواعيد فبرع فيها واشتهر وأثرى وقدم القاهرة بعد اللنكية فاستوطنها إلى أن مات وولي في غضون ذلك خطابة المسجد الأقصى ثم صرف واستمر في عمل المواعيد والكلام في المجالس المعدة لذلك واشتهر اسمه وطار صيته وكان غالبا لا يقرأ إلا من كتاب مع نغمة طيبة وأداء صحيح وكان يقرأ صحيح البخاري في شهر رمضان في عدة أماكن إلى أن مات فجأة في الثاني من ذي القعدة بعد أن عمل يوم موته الميعاد في موضعين وقد جاوز الثمانين وترك أولادا أحدهم شيخ يقرب من الستين.

وفيها شمس الدين محمد بن أحمد بن عمر بن كميل المنصوري الشافعي الشهير بابن كميل قال ابن حجر اشتغل كثيرا وحفظ الحاوي ونظم الشعر ففاق الأقران عرفته سنة أربع وعشرين حججنا جميعا وكنا نجتمع في السير ونتذاكر في الفنون وكان يتناوب نيابة الحكم بالمنصورة هو وابن عمه شمس الدين محمد بن خلف بن كميل ويتعاهد السفر للقاهرة في كل سنة مرة أو مرتين وله مدائح نبوية مفلقة وقصائد في جماعة من الأعيان ثم استقل بقضاء المنصورة وضم إليه سلمون ثم زدته مينة بني سلسيل فباشر ذلك كله وكان مشكور السيرة ونشأ له ولد اسمه أحمد فنبغ واغتبط به مات أي في ذي القعدة شمس الدين فجأة وذلك أنه توجه إلى سلمون فنزل في المسجد وله فيه خلوة فوقها طبقة وللطبقة سطح مجاور المأذنة فاتفق هبوب ريح عاصف في تلك الليلة واشتد في آخرها وفي أول النهار فصلى الصبح ودخل خلوته فقصف الريح نصف المأذنة فوقع على سطح الطبقة فنزل به إلى سطح الخلوة فنزل الجميع على الخلوة وشمس الدين لم يشعر بذلك حتى نزل الجميع عليه وجاء الخبر إلى ولده فتوجه من المنصورة مسرعا فنبش عنه فوجد الخشب مصليا عله ولم يخش شيء من جسمه بل تبين أنه مات غما لعجزه عن التخلص.

وفيها الخواجا الكبير الشمس محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد الحلبي ثم الدمشقي ويعرف بابن المزلق كان ذا ثروة كبيرة ومآثر حسنة بالشام وغيرها. سنة تسع وأربعين وثمانمائة فيها في ليلة الجمعة ثامن المحرم سقطت بالقاهرة المنارة التي بالمدرسة الفخرية في سويقة الصاحب التي أنشئت بعد الستمائة بقليل وهلك في الروم جماعة كثيرة.

وفيها توفي شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسمعيل بن أحمد بن محمد الذهبي المعروف بابن ناظر الصاحبية الحنبلي المسند المعدل الضابط ولد سنة ست وستين وسبعمائة قال ابن حجر وسمع على محمد بن الرشيد وعبد الرحمن المقدسي جزء أبي الجهم أنا الحجار وسمع على والده شيخنا وعلى ابن المهندس الحنفي جميع رسالة الحسن البصري إلى عبد الرحمن الرفادي يرغبه في المقام بمكة وعلى العماد الخليلي قالا أنا الحجار وسمع على الشهاب أحمد بن العز وذكر لي شيخنا الإمام المحدث الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ناصر الدين رحمه الله غير مرة أنه قال ذكر لي يعني زين الدين بن ناظر الصاحبة أنه قال ما فرحت بشيء أعظم من أني أحضرت ولدي هذا يعني أحمد المذكور جميع مسند الإمام أحمد علي البدر أحمد بن محمد بن محمود بن الزقاق بن الجوخي أنا زينب بنت مكي أنا حنبل قال شيخنا ابن ناصر الدين وكان شيخنا زين الدين بن ناظر الصاحبة من الثقات قدم القاهرة فحدث بها بالمسند وغيره ثم رجع إلى بلده فمات في هذه السنة انتهى كلام ابن حجر.

وفيها شمس الدين محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن عمر النحريري المعروف بالسعودي الشافعي ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة وحفظ القرآن والتنبيه وغير ذلك وطلب العلم وجلس مؤدبا للأولاد مدة ثم قدم القاهرة في حدود التسعين فأجلس مع الشهود ولازم البلقيني الكبير وخدمه وصار يجمع له أجرة أملاكه وهو مع ذلك يؤدب الأولاد وخرج من تحت يده جماعة فضلاء وكان كثير المذاكرة وحج فأخذ عن جماعة هناك ودخل بيت المقدس فسمع من شهاب الدين بن الحافظ صلاح الدين العلائي ومن ابن خاله شمس الدين القلقشندي وغيرهما ومرض مرضا شديدا في حدود سنة ثلاثين فلما عوفي منه عمى وتنوعت عليه في آخر عمره الأمراض حتى ثقل سمعه جدا وأقعد ولسانه لا يفتر عن التلاوة إلى أن توفي فجأة في العشر الأخير من شهر رمضان.

وفيها شمس الدين محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد الونائي يفتح الواو والنون نسبة إلى ونا قرية بصعيد مصر القرافي الشافعي ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة واشتغل بالعلم وأخذ عن الشيخ شمس الدين البرماوي وطبقته واشتهر بالفضل وتزوج إلى الشيخ نور الدين التلواني وصحب جماعة من الأعيان ونزل في المدارس طالبا ثم تدريسا وولي تدريس الشيخونية ثم ولي قضاء الشام مرتين ثم رجع بعد أن استعفى من القضاء فأعفى وذلك سنة سبع وأربعين فسعى في تدريس الصلاحية بجوار الشافعي فباشرها سنة ونيفا ثم ضعف نحو الشهرين إلى أن توفي في يوم الثلاثاء سابع عشر صفر.

وفيها شمس الدين محمد بن خليل بن أبي بكر الحلبي الأصل الغزي القدسي كان مقرئا بارعا صاحب فضائل وله بديعية عارض بها الصفى الحلى وتوفي في رجب وقد جاوز السبعين. وفيها القاضي شمس الدين محمد بن قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن بن علي التفهني الحنفي ولد قبيل القرن واشتغل كثيرا ومهر وكان صحيح الذهن حسن المحفوظ كثير الأدب والتواضع عارفا بأمور دنياه مالكا لزمام أمره ولي في حياة والده قضاء العسكر وإفتاء دار العدل وتدريس الحديث بالشيخونية وولي بعد وفاة والده تدريس الفقه بها ومشيخة البهائية الرسلانية وتدريس الفانبيهية بالرميلة وحصلت له محن من جهة تغرى بردى الدويدار مع اعترفاه بإحسان والده له ومرض مرضا طويلا إلى أن مات في ثامن شهر رمضان.

وفيها شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن أحمد الواسطي الأصل ثم الغمري ثم المحلى الشافعي المعروف بالغمرى ولد سنة ست وثمانين وسبعمائة بمينة غمر ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه ثم قدم القاهرة فأقام بالجامع الأزهر للاشتغال مدة وأخذ الفقه عن شيوخ الجامع وعن المارديني في الميقات. وفيها شمس الدين محمد بن أمين الدين محمد بن أحمد المنهاجي الشافعي وأبوه سبط الشيخ شمس الدين بن اللبان ولد سنة سبعين وسبعمائة وحفظ القرآن والتنبيه وولي حسبة مصر وكان مثريا وناب في الحكم مرارا ولا زال ينخفض ويرتفع إلى أن مات.

قسم الكتاب والمؤلفين

وفيها توفي برهان الدين إبراهيم بن رضوان الحلبي الشافعي قال ابن حجر كان ممن اشتغل بالفقه ومهر وتميز ونزل في المدارس بحلب وولي بعض التداريس وناب في الحكم ثم صحب ولد السلطان الظاهر جقمق لما أقام مع والده بحلب فاختص به ثم قدم عليه القاهرة فلازمه حتى صار إماما له وكان ممن مرضه في ضعفه الذي مات فيه وقررت له بجاهه وظائف وندبه السلطان في الرسيلة إلى حلب في بعض المهمات فلما مات ولد السلطان رقت حاله واستعيد منه التدريس الذي كان استقر فيه بحلب ثم توجه إلى الحج في العام الماضي فسقط عن الجمل فانكسر منه شيء ثم تداوى فلما رجع سقط مرة أخرى فدخل القاهرة مع الركب وهو سالم إلى أن مات وكان ينسب إلى شيء يستقبح ذكره والله أعلم بسريرته انتهى.

وفيها تقريبا برهان الدين إبراهيم بن عبد الخالق السيلي الحنبلي شيخ الحنابلة بنابلس قال العليمي كان من أهل العلم ويقصده الناس للكتابة على الفتوى وعبارته حسنة جدا لكن خطه في غاية الضعف وتوفي بمكة المشرفة ودفن بباب المعلاة. وفيها شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف المرداوي الحنبلي الإمام الحفاظ المفنن العلامة أحد مشايخ المذهب أخذ الفقه عن الشيخ علاء الدين ابن اللحام باشر القضاء بمردا مدة طويلة وكان يقصد بالفتاوى من كل إقليم ومن تلامذته الأعيان شمس الدين العليمي وغيره وعرض عليه قضاء حلب فامتنع واختار قضاء مردا وكان يكتب على الفتاوى بخط حسن وعبارته جيدة تدل على تبحره وسعة علمه وكان إماما في النحو يحفظ محرر الحنابلة ومحرر الشافعية وإذا سئل عن مسئلة أجاب عنها على مذهبه ومذهب غيره وتوفي بمردا في صفر وقد جاوز السبعين.

وفيها شهاب الدين أحمد بن رجب بن طيبغا الشهير بابن المجدى الشافعي الفرضي العلامة ولد بالقاهرة سنة سبع وستين وسبعمائة ونشأ بها ولازم علماء عصره وجد في الطلب إلى أن برع في الفقه والفرائض والحساب والعربية وشارك في علوم كثيرة غيرها كالهندسة والميقات وفاق فيها أهل عصره وانفرد بها ومازل مستمرا على الاشتغال والاشغال وصنف تصانيف كثيرة مشهورة منها شرح الجعبرية في الفرائض إلى أن توفي ليلة السبت حادي عشر ذي القعدة.

وفيها شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن يعقوب القاياتي بالقاف وبعد الألف الأولى ياء تحتية وبعد الثانية مثناة فوقية نسبة إلى قايات بلد قرب الفيوم ثم القاهري الشافعي قاضي القضاة ومحقق الوقت وعلامة الآفاق ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريبا وحضر دروس السراج البلقيني وأخذ عن البدر الطنبذي والعز بن جماعة والعلاء البخاري وغيرهم وبرع في الفقه العربية والأصلين والمعاني وسمع الحديث وحدث باليسير وولي تدريس البرقوقية والأشرفية والشافعي والشيخونية وقضاء الشافعية بمصر فباشره بنزاهة وعفة وأقرأ زمانا وانتفع به خلق وشرح المنهاج توفي ليلة الإثنين ثامن عشرى المحرم بالقاهرة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الخجندي المدني العالم وقد جاوز السبعين. وفيها الشيخ تقي الدين أبو بكر بن شهاب الدين أحمد بن محمد بن قاضي شهبة الشافعي صاحب طبقات الشافعية كان إماما علامة تفقه بوالده وغيره وسمع من أكابر أهل عصره وأفتى ودرس وجمع وصنف من مصنفاته شرح المنهاج ولباب التهذيب والذيل على تاريخ ابن كثير والمنتقى من تاريخ الأسكندرية للنويري والمنتقى من الانساب لابن السمعاني والمنتقى من نخبة الدهر في عجائب البر والبحر والمنتقى من تاريخ ابن عساكر وغير ذلك وتوفي بدمشق فجأة يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة.

وفيها القاضي عز الدين عبد الرحيم بن القاضي ناصر الدين علي بن الحسين الحنفي الإمام المسند المعمر المحدث الرحلة المؤرخ المعروف بابن الفرات ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة وسمع بها من والده والحسين بن عبد الرحمن بن سباع التكريتي وغيرهما وأجاز له العز بن جماعة والصلاح الصفدي وابن قاضي الجبل وغيرهم تجمعهم مشيخة تخريج الإمام المحدث سراج الدين عمر بن فهد وحدث سنين وتفرد بأشياء عوال وسمع منه الأعيان والفضلاء وصار رحلة زمانه قال ابن تغرى بردى وأجاز لي بجميع مسموعاته ومروياته وكانت له معرفة تامة بالفقه والأحكام وناب في الحكم بالقاهرة سنين إلى أن توفي بها في أواخر ذي الحجة.

وفيها ركن الدين عمر بن قديد الحنفي النحوي قال السيوطي كان علامة بارعا فاضلا عالما بالأصول والنحو والصرف وغيرها لازم الشيخ عز الدين بن جماعة وأخذ عنه عدة فنون وتصر للأقراء وتخرج به جماعة وله حواش وتعاليق فوائد وكان منقطعا عن أبناء الدنيا طارحا للتكلف متقشفا في ملبسه انتهى. سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة فيها توفي شيخ الإسلام علم الأعلام أمير المؤمنين في الحديث حافظ العصر شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الشهير بابن حجر نسبة إلى آل حجر قوم تسكن الجنوب الآخر على بلاد الجريد وأرضهم قابس الكناني العسقلاني الأصل المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة الشافعي ولد في ثاني عشرى شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ومات والده وهو حدث السن فكفله بعض أوصياء والده إلى أن كبر وحفظ القرآن الكريم وتعانى المتجر وتولع بالنظم وقال الشعر الكثير المليح إلى الغاية ثم حبب الله إليه طلب الحديث فأقبل عليه وسمع الكثير بمصر وغيرها.

وكان رحمه الله تعالى صبيح الوجه للقصر أقرب ذا لحية بيضاء وفي الهامة نحيف الجسم فصيح اللسان شجي الصوت جيد الذكاء عظيم الحذق راوية للشعر وأيام من تقدمه ومن عاصره هذا مع كثرة الصوم ولزوم العبادة واقتفاء السلف الصالح وأوقاته مقسمة للطلبة مع كثرة المطالعة والتأليف والتصدي للافتاء والتصنيف وتوفي ليلة السبت ثامن عشرى ذي الحجة ودفن بالرميلة وكانت جنازته حافلة مشهورة. وفيها قطب الدين محمد بن عبد القوي بن محمد بن عبد القوي البجائي ثم المكي المالكي شاعر مكة كان إماما أديبا ماهرا توفي في ذي الحجة وقد جاوز التسعين والله أعلم. وفيها زين الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن عياش المقرىء المسند الزاهد المعمر الشهير بابن عياش ولد بدمشق في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وأخذ القراءات عن أبيه إفرادا وجمعا وقرأ عليه ختمة جامعة للقراءات العشرة بما تضمنه كتاب ورقات المهرة في تتمة قراءات الأئمة العشرة تأليف والده وقرأ على الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد العسقلاني القراءات العشرة فساوى والده في علو السند وذلك لما رحل إلى القاهرة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ثم رحل إلى مكة المشرفة واستوطنها وانتصب بها لأقراء القراءات بالمسجد الحرام كل يوم وانتفع به عامة الناس وصار رحلة زمانه وتردد إلى المدينة المنورة وجاور بها غير مرة وتصدى بها أيضا للأقراء وأقام بها سنين ثم عاد إلى مكة واستمر إلى أن مات بها في هذه السنة.

وفيها قاضي قضاة الحرمين الشريف الحسيب سراج الدين أبو المكارم عبد اللطيف بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد الحسني الفاسي الأصل المكي الحنبلي ولد في شعبان سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة المشرفة ونشأ بها وسمع الحديث على العفيف النشاوري والجمال الأميوطي وإبراهيم ابن صديق وغيرهم وأجاز له السراج البلقيني والحافظان الزين العراقي والنور الهيثمي والسراج بن الملقن والبرهان الشامي وأبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وجماعة وخرج له التقى بن فهد مشيخة وولي إمامة الحنابلة بالمسجد الحرام وقضاء مكة المشرفة ثم جمع له بين قضاء الحرمين الشريفين مكة والمدينة سنة سبع وأربعين وثمانمائة واستمر إلى أن مات وهو أول من ولي قضاء الحنابلة بالحرمين ودخل بلاد العجم غير مرة وكان له حظ وافر عند الملوك والأعيان وتوفي بعلة الإسهال ورمي الدم في ضحى يوم الإثنين سابع شوال بمكة المشرفة ودفن بالمعلاة.

وفيها قاضي القضاة أمين الدين أبو اليمن محمد بن محمد بن علي النويري المكي الشافعي قاضي مكة وخطيبها باشر خطابة مكة عدة سنين ثم ولي قضاءها في سنة اثنتين وأربعين ثم عزل ثم ولي ومات قاضيا وخطيبا بمكة في هذه السنة. وفيها شرف الدين يحيى بن أحمد بن عمر الحموي الأصل الكركي القاهري ويعرف بابن العطار الشافعي المفنن توفي في ذي الحجة عن أزيد من أربع وستين سنة. وفيها شرف الدين يحيى بن سعد الدين محمد بن محمد المناوي المصري الشافعي قاضي القضاة ولد بالقاهرة وبها نشأ تحت كثف والده وكان والده يتعانى الخدم الديوانية وتزوج ولي الدين العراقي بابنته أخت المترجم فحبب لصاحب الترجمة طلب العلم لصهارته بالولي العراقي فاشتغل وتفقه بجماعة من علماء عصره وأخذ المعقول عن الكمال بن الهمام وغيره وبرع في الفقه وشارك في غيره وأفتى ودرس وعرف بالفضيلة والديانة واشتهر ذكره وولي تدريس الصلاحية ثم ولي قضاء قضاة الشافعية بعد علم الدين البلقيني فلم يمتنع بل ابتهج بذلك وأظهر السرور ثم غير ملبسه ومركبه وترك ما كان عليه أولا من التقشف والتواضع وسلك طريق من تقدمه من القضاة من مراعاة الدولة وامتثال ما يأمرونه به ومال إلى المنصب ميلا كليا بخلاف ما كان يظن به واستكثر من النواب وولي جماعة كثيرة وانقسم الناس في أمره إلى قادح ومادح وكانت ولايته القضاء قبيل موته بيسير وتوفي بالقاهرة في ثاني رجب.

وفيها أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن إسمعيل المغربي الأندلسي ثم القاهرية ويعرف بالراعي المالكي وكان إماما عالما ولد بغرناطة سنة نيف وثمانين وسبعمائة واشتغل بالفقه والأصول والعربية ومهر فيها واشتهر اسمه بها وسمع من أبي بكر بن عبد الله بن أبي عامر وأجاز له جماعة ودخل القاهرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة واستوطنها وحج ثم رجع إلى القاهرة وأقرأ بها وانتفع به جماعة وأم بالمؤيدية وله نظم حسن وشرح الألفية والجرومية وحدث عنه ابن فهد وغيره وأضر بآخره وتوفي في سابع عشرى ذي الحجة. وفيها بل في اللتي قبلها كما جزم به السيوطي زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى السندبيسي بفتح السين المهملة وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر الموحدة وسكون التحتية آخره سين مهملة النحوي ابن النحوي ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة تقريبا وبرع في الفنون لا سيما في العربية وكان أخذها عن الزين الفارسكوري وأخذ الحديث عن الولي العراقي وسمع من الحلاوي وابن الشحنة والسويداوي وجماعة وأجاز له ابن العلاء وابن الذهبي وخلق وكان فاضلا بارعا مواظبا على الاشتغال حسن الديانة كثير التواضع أقرأ الناس وحدث بجامع الحاكم وسمع منه النجم بن فهد وغيره وتوفي ليلة الأحد سابع عشر صفر.

سنة خمس وخمسين وثمانمائة في خامسها بويع بالخلافة القائم بأمر الله حمزة بن المتوكل على الله بعد وفاة أخيه المستكفي بالله سليمان بن المتوكل على الله بويع سليمان هذا بالخلافة يوم موت أخيه المعتضد بالله وذلك في سنة خمس وأربعين وثمانمائة وأقام في الملك عشر سنين وبلغ من العز فوق أخيه وحمل السلطان نعشه. وفيها توفي كمال الدين أبو المناقب أبو بكر بن ناصر الدين محمد بن سابق الدين أبي بكر بن فخر الدين عثمان بن ناصر الدين محمد بن سيف الدين خضر ابن نجم الدين أيو ببن ناصر الدين محمد بن الشيخ العارف بالله همام الدين الهمامي الخضيري السيوطي الشافعي قال ولده في طبقات النحاة ولد في أوائل القرن بسيوط واشتغل بها ثم قدم القاهرة بعد عشرين وثمانمائة فلازم الشيوخ شيوخ العصر إلى أن برع في الفقه والأصلين والقراآت الحساب والنحو والتصريف والمعاني والبيان والمنطق وغير ذلك ولازم التدريس والافتاء وكان له في الانشاء اليد الطولى وكتب الخط المنسوب وصنف حاشية على شرح الألفية لابن المصنف حافلة في مجلدين وكتابا في القراآت وحاشية على العضد وتعليقا على الإرشاد لابن المقرى وكتابا في صناعة التوقيع وغير ذلك أخبرني بعض أصحابه أن الظاهر جقمق عينه مرة لقضاء القضاة بالديار المصرية وأرسل يقول للخليفة المستكفى بالله قل لصاحبك يطلع نوليه فأرسل الخليفة قاصدا إلى الوالد يخبره بذلك فامتنع قال الحاكي فكلمته في ذلك فأنشدني:.

ومن نجباء تلامذته الشيخ فخر الدين المقدسي وقاضي مكة برهان الدين بن ظهيرة وقاضيها نور الدين بن أبي اليمن وقاضي المالكية محيي الدين بن تقي والعلامة محيي الدين بن مصيفح في آخرين مات ليلة الإثنين وقت أذان العشاء خامس صفر ودفن بالقرافة قريا من الشمس الأصفهاني انتهى. وفيها أمير المدينة أميان بن مانع بن علي بن عطية الحسيني توفي في جمادى الآخرة واستقر بعده زيرى بن قيس. وفيها جمال الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ الإمام العالم محب الدين أبي عبد الله محمد بن هشام الأنصاري المصري الحنبلي القاضي كان من أهل العلم ومن أعيان فقهاء الديار المصرية وقضاتها باشر القضاء نيابة عن قاضي القضاة محب الدين بن نصر الله ثم عن قاضي القضاة بدر الدين البغدادي فوقعت حادثة أوجبت تغير خاطر بدر الدين المذكور عليه فعزله عن القضاء ثم صار يحسن إليه ويبره إلى أن توفي بمصر في المحرم الحرام.

وفيها الشيخ عبد الواحد البصير المقرى الحنبلي الوفاتي توفي بدرب الحجاز الشريف في عوده من الحج بالعلا. وفيها قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد بن سعيد المقدسي الحنبلي قاضي مكة المشرفة ولد بكفر لبد من أعمال نابلس في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة وسكن مدينة حلب قديما ودمشق وسمع على الأعيان وقرأ على ابن اللحام والتقي بن مفلح والحافظ زين الدين بن رجب وكان عالما خيرا كتب الشروط ووقع على الحكام دهرا طويلا وتفرد بذلك وصنف التصانيف الجيدة منها سفينة الأبرار الحاملة للآثار والأخبار ثلاث مجلدات في الوعظ وكتاب الآداب وكتاب المسائل المهمة في ما يحتاج إليه العاقل في الخطوي المدلهمة وكتاب كشف الغمة في تيسير الخلع لهذه الأمة والمنتخب الشافي من كتاب الوافي اختصر فيه الكافي للموفق وجاور بمكة مرارا وجلس بالحضرة النبوية بالمدينة الشريفة بالروضة واستجازه الأعيان وآخر مجاوراته سنة ثلاث وخمسين فمات قاضي مكة في تلك السنة فجهز إليه الولاية في أوائل سنة أربع وخمسين فاستمر بها قاضيا نحو سنة وتوفي في أوائل هذه السنة وخلف دنيا ولا وارث له رحمه الله تعالى.

وفيها القاضي شمس الدين محمد بن محمد بن خالد بن زهر الحمصي الحنبلي قرأ المقنع وشرحه على والده وأصول ابن الحاجب وألفية ابن مالك على غيره وأذن له القاضي علاء الدين بن المغلى بالافتاء وولي القضاء بحمص بعد وفاة والده واستمر قاضيا إلى أن توفي بها في ذي القعدة ودفن بباب تدمر.

رحلة ابن بطوطة - ج ٤

وفيها القاضي أمين الدين عبد الرحمن بن قاضي القضاة شمس الدين محمد وأخو شيخ الإسلام سعد الدين بن عبد الله بن الديري العبسي المقدسي الحنفي ناظر حرمى القدس والخليل ولد بالقدس في شعبان سنة سبع عشرة وثمانمائة وحفظ القرآن العزيز وبعض مختصرات في مذهبه وتفقه بأخيه سعد الدين وغلب عليه الأدب وقال الشعر الجيد وكان له خفة وزهو ويتزيا بزي الأمراء وله كرم وأفضال على دويه وربما يتحمل من الديون جملا بسبب ذلك وتوفي على نظر القدس الشريف في أوائل ذي الحجة.

وفيها علاء الدين أبو الفتوح علي بن أحمد بن إسمعيل بن محمد بن إسمعيل بن علي القلقشندي الشافعي القرشي ولد بالقاهرة في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ونشأ بها وحفظ القرآن العظيم وعدة متون في مذهبه وتفقه بعلماء عصره كالسراج البلقيني وولده جلال الدين والعز بن جماعة وسراج الدين بن الملقن وغيرهم وأخذ الحديث عن الزين العراقي والنور الهيثمي وسمع على جماعة منهم البرهان الشامي والعلاء بن أبي المجد والجمال الحلاوي وبرع في الفقه والأصول والعربية والمعاني والبيان والقراآت وشارك في عدة علوم وتصدى للافتاء والتدريس والاشغال وانتفع به الطلبة وتفقه به جماعة من الأعيان وولي تدريس الشافعي وطلب إلى قضاء دمشق فامتنع ورشح لقضاء القضاة بالديار المصرية غير مرة وتصدر للتدريس وسنه دون العشرين وولي عدة مدارس وتوفي أول يوم من هذه السنة.

وفيها القاضي كمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد الجهني الأنصاري الحموي ثم القاهري الشافعي أوحد الرؤساء كاتب السر بمصر كان إماما علاما ناظما ناثرا ولد بحماة في ذي الحجة سنة ست وتسعين وسبعمائة ونشأ بها تحت كنف والده وحفظ القرآن العظيم والتمييز في الفقه وقرأه على الحافظ برهان الدين الحلبي المعروف بالقوف ثم قدم الديار المصرية مع والده فتفقه بالولي العراقي والعز بن جماعة وأخذ عنهما العقليات وعن القاضي شمس الدين البساطي المالكي وغيرهم وأخذ النحو عن الشيخ يحيى المغربي العجيسي واجتهد في التحصيل وساعده فرط ذكائه واستقامة ذهنه حتى برع في المنطوق والمفهوم وصارت له اليد الطولى في المنثور والمنظوم ومن شعره ما كتبه به على سيرة ابن ناهض تهكما بعد كتابة والده:.

وولي قضاء قضاة دمشق وحج قال في المنهل وكان أعظم من رأينا في هذه العصر وتوفي بالقاهرة يوم الأحد سادس عشرى صفر. سنة سبع وخمسين وثمانمائة فيها توفي شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي بن أبي بكر الناشري الإمام العالم توفي في حياة أبيه عن بضع وأربعين سنة. وفيها أبو القسم محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن جعمان الصوفي وبنو جعمان بيت علم وصلاح قل أن يوجد لهم نظير في اليمن قال المناوي في طبقات الأولياء في حق صاحب الترجمة كان إماما عالما عرافا محققا عابدا زاهدا مجتهدا أخذ عن الناشري وغيره وانتهت إليه الرياسة في العلم والصلاح في اليمن وله كرامات منها أنه كان يخاطبه الفقيه أحمد بن موسى عجيل من قبره وإذا قصده أحد في حاجة توجه إلى قبره فيقرأ عنده ما تيسر من القرآن ثم يعلمه فيجيبه انتهى.

وفيها أبو القسم محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد النويري القاهري المالكي اشتغل على علماء عصره ومهر وبرع ونظم ونثر وكان علامة وتوفي بمكة في جمادى الأولى. وفيها أكمل الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الشيخ الإمام العلامة المفتي الحنبلي اشتغل بعد فتنة تمرلنك ولازم والده ومهر على يديه وكان له فهم صحيح وذهن مستقيم وسمع من والده والشيخ تاج الدين بن بردس وأفتى في حياة والده وبعد وفاته وناب في الحكم عن القاضي محب الدين بن نصر الله بالقاهرة وعين لقضاء دمشق فلم ينبرم ذلك وكان له سلطنة على الأتراك ووعظ ووقع له مناظرات مع جماعة من العلماء والأكابر وحصل له في سنة ثلاث وأربعين داء الفالج وقاسى منه أهوالا ثم عوفي منه ولكن لم يتخلص بالكلية وتوفي بدمشق ليلة السبت سادس عشر شوال ودفن بالروضة على والده إلى جانب جده صاحب الفروع رحمهم الله تعالى.

سنة ثمان وخمسين وثمانمائة فيها تقريبا توفي الشيخ عفيف الدين أبو المعالي علي بن عبد المحسن بن الدواليبي البغدادي ثم الشامي الحنبلي الخطيب شيخ مدرسة أبي عمر ولد ببغداد في حادي عشرى المحرم سنة تسع وسبعين وسبعمائة وسمع بها من شمس الدين الكرماني صحيح البخاري في سنة خمس وثمانمائة وقدم دمشق فاستوطنها وولي خطابة الجامع المظفري ومشيخة مدرسة الشيخ أبي عمر وكان إماما عالما ذا سند عال في الحديث وتوفي بصالحية دمشق ودفن بالسفح.

وفيها توفي أمير مكة الزين أبو زهير بركات بن البدر أبي المعالي حسن ابن عجلان بن رميثة ولم يكمل ستين سنة. وفيها معين الدين عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان القاضي بن القاضي الحلبي الأصل المصري المولد والمنشأ الشافعي قال في المنهل الصافي ولد بالقاهرة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة تخمينا ونشأ بها تحت كنف والده وحفظ القرآن العزيز وصلى بالناس في سنة أربع وعشرين وحفظ عدة مختصرات وتفقه على الشرف السبكي وقرأ المعقول على التقي الشمني وعلى الشمس الرومي وكتب الخط المنسوب وتدرب بوالده وغيره وكتب في التوقيع بديوان الإنشاء بالديار المصرية ثم ولي كتابة سر حلب بعد عزل والده في آخر الدولة الأشرفية فباشرها على أحسن وجه وحظى عند نائبها ثم عزل وعاد إلى توقيع دست القاهرة واستمر على ذلك إلى أن توفي والده سنة أربع وأربعين وثمانمائة فاستقر مكانه في كتابة السر بمصر.

سنة ستين وثمانمائة فيها توفي المولى سيد علي العجمي الحنفي قال في الشقائق حصل العلوم في بلاده ويقال أنه قرأ على السيد الشريف ثم أتى بلاد الروم فأتى بلدة قسطموني وواليها إذ ذاك إسمعيل بك فأكرمه غاية الإكرام ثم أتى إلى مدينة أدرنة فأعطاه السلطان مرادخان مدرسة جده السلطان بايزيدخان بمدينة بروسا وعاش إلى زمن السلطان محمد واجتمع عنده مع علماء زمانه وبحث معهم وظهر فضله بينهم وله من التصانيف حواش على حاشية شرح الشمسية للسيد الشريف وحواش على حاشية شرح المطالع للسيد الشريف أيضا وحواش على شرح المواقف للسيد الشريف وكان له خط حسن انتهى.

وفيها شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن نصير الدمشقي ثم القاهري كان ممن تعانى الأدب ومهر في عمل المواليا وغيره وصار قيما.

وفيها منصور بن الحسين بن علي الكازروني الشافعي الإمام العلامة كان إماما عالما مصنفا مفيدا صحيح العقيدة صنف حجة السفرة البررة على المبتدعة الفجرة الكفرة وتوفي بمكة المشرفة. سنة إحدى وستين وثمانمائة فيها توفي برهان الدين إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن علي البعلي الشافعي المعروف بابن المراحلي كان إماما فاضلا نبيلا توفي في ذي الحجة عن أربع وثمانين سنة. وفيها أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني السوسي الحنفي العارف بالله تعالى المسلك العالم العامل القط بالغوث قال المناوي في طبقاته كان من أفراد الصلحاء المسلكين بالقاهرة عالي الرتبة جدا حتى يقال أن الشيخ محمد الحنفي إنما نال ما وصل إليه بلحظه وكان تفقه على ذوي المذاهب الأربعة وله كرامات ومكاشفات منها أن الكمال بن الهمام لما دخل مكة سأل العارف عبد الكريم الحضرمي أن يريه القطب فوعده لوقت معين ثم دخل معه فيه إلى المطاف وقال له ارفع رأسك فرفع فوجد شيخا على كرسي بين السماء والأرض فتأمله فإذا هو صاحب الترجمة فدهش وصار يقول من دهشته بأعلى صوته هذا صاحبنا ولم نعرف مقامه فاختفى عنه ولما رجع الكمال إلى مصر بادر للسلام عليه وقبل قدميه أكتم ما رأيته وتوفى بالقاهرة عن نحو ثمانين سنة ودفن بالقرافة.

وفيها القاضي قاسم بن القاضي جلال الدين أبي عمر التلفيتي الشافعي الإمام العالم توفي في شوال عن خمس وستين سنة قاله في ذي الدول. وفيها توفي إبراهيم الزيات المجذوب قال المناوي في طبقاته كان معتقدا عند الخاصة والعامة يزوره الأكابر والأصاغر وله خوارق وكرامات كثيرة وقصد للزيارة من الآفاق وكان غالب أكله اللوز مات في القعدة بموضع مقامه بقنطرة قديدار انتهى. وفيها شهاب الدين أحمد بن محمد بن حسين القاهري السيفي يشبك الحنفي الصوفي ويعرف بابن مبارك شاه قال في ذيل الدول كان إماما علامة انتهى. وفيها أو في التي قبلها وبه جزم العلموي في طبقاته تقي الدين أبو الصدق أبو بكر بن إبراهيم بن يوسف بن قندس البعلي الحنبلي الإمام العلامة ذو الفنون ولد على ما كتبه بخطه قرب سنة تسع وثمانمائة وسمع على التاج بن بردس وغيره وتفقه في المذهب وحفظ المقنع وعنى بعلم الحديث كثيرا وقرأ الأصول على ابن العصياتي بحمص وأذن له بالافتاء والتدريس جماعة منهم الشيخ شرف الدين بن مفلح ثم قرأ المعاني والبيان على الشيخ يوسف الرومي والنحو على ابن أبي الجوف وكان مفننا في العلوم ذا ذهن ثاقب ثم بعد وفاة شيخه ابن مفلح طلبه الشيخ عبد الرحمن بن داود وأجلسه في مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر فتصدى لأقراء الطلبة ونفعهم ثم ولي نيابة الحكم عن العز البغدادي مدة ثم ترك ذلك وأقبل على الاشتغال في العلم وكسب يده وأخذ عنه العلم جماعة وانتفعوا به منهم شيخ المذهب علاء الدين المرداوي والشيخ تقي الدين الجراعي وغيرهما من الأعلام وكان من عباد الله الصالحين وله حاشية على الفروع وحاشية على المحرر وتوفي يوم عاشوراء ودفن بالروضة قريبا من الشيخ موفق الدين.

وفيها تقريبا داود بن محمد بن إبراهيم بن شداد بن المبارك النجدي الأصل الربيعي النسب الحموي المولد الحنبلي المعروف بالبلاعي نسبة إلى بلدة تسمى البلاعة الفقيه الفرضي أخذ العلم عن قاضي القضاة علاء الدين بن المغلى وكان له يد طولى في الفرائض والحساب ومن تلامذته الأعيان من قضاة طرابلس وغيرها وتوفي بحماة. وفيها القاضي نور الدين علي بن محمد بن اقبرس الشافعي الإمام العلامة قال في العنون ولد سنة إحدى وثمانمائة بالقاهرة وأخبرني أنه تلا بالسبع على الشمس الزراتيني والشيخ أمير حاج وأنه أخذ الفقه عن الشيخ شمس الدين الأبوصيري والشيخ عز الدين بن جماعة والشمس البرماوي والمنطق وكان رفيقه الكمال بن الهمام عن الجلال الهندي وأثنى على علمه به ولازم الشمس البساطي فانتفع به في النحو والتصريف والمعاني والبيان والأصلين والمنطق وغير ذلك وعنده فضيلة وكلامه أكثر من فضيلته وعنده جراءة وطلاقة لسان وقدرة على الدخول في الناس وعلى صحبة الأتراك صحب جقمق العلائي ولازمه حتى عرف به فلما ولي السلطنة حصل له منه حظ وولاه وظائف منها نظر الأوقاف ووسع في دنياه جدا وناب في القضاء للشمس الهروي وغيره وله نظم وسط ربما وقع فيه الجيد وكذا نثره وسمع شيخنا ابن حجر وغيره وحج وجاور وسافر إلى دمشقي وزار القدس ودخل ثغر اسكندرية ودمياط ومن نظمه:.

وفيها نور الدين أبو الحسن علي بن محمد المتبولي الشهير بابن الرزاز الحنبلي الإمام العلامة كان من أعيان فقهاء الديار المصرية وقضاتها باشر نيابة القضاء عن ابن المغلى ومن بعده وكان يكتب على الفتوى عبارة حسنة وتوفي بالقاهرة في حادي عشر ربيع الأول ودفن بتربة الشيخ نصر المنبجي.

وفيها زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن زهر الحنبلي الحمصي كان من أهل الفضل قرأ المقنع على والده وروى الحديث بسند عال روى عن الشيخ شمس الدين بن اليونانية عن الحجار وكان ملازما للعبادة والخشوع والصلاح. سنة ثلاث وستين وثمانمائة فيها توفي شهاب الدين أحمد بن محمد بن صالح بن عثمان الأسليمي ثم الحسيني القاهري الشافعي الإمام العلامة. وفيها شهاب الدين أحمد بن محمد بن المجد المخزومي الحنبلي النابلسي الإمام العالم توفي بنابلس وتوفي فيها أيضا في هذه السنة زين الدين عبد المغيث بن الأمير ناصر الدين محمد بن عبد المغيث الحنبلي. وفيها برهان الدين أبو الخير إبراهيم بن أحمد بن عبد الكافي الطباطبي المقرىء الصوفي الشافعي السيد الشريف قال المناوي كان يطلق بكل صالحة يده ولسانه ويطوي على المعارف اليقينية جنانه ولا يلتفت إلى الدنيا ولا يقبلها ويشتري حاجته من السوق ويحملها أخذ عن المحب الطبري والكمال الكازروني والحافظ ابن حجر وتصدى للأقراء بالحرمين وأخذ عنه الأماثل وله اليد الطولى في التصوف وعنه أخذ جدنا الشرف المناوي التصوف واستمر ملازما طريقته المرضية إلى أن حان أجله وأدركته المنية وتوفي بمكة انتهى.

وفيها شمس الدين محمد بن عبد الله بن خليل بن أحمد البلاطنسي ثم الدمشقي الشافعي الإمام العالم توفي في صفر عن أربع وستين سنة.

رقصة التابوت كامل مع الاغنيه 😂😂

وفيها شمس الدين محمد بن محمد بن علي بن أحمد الحموي ثم الحلبي الشافعي الصوفي ويعرف بابن الشماع كان إماما عالما عاملا زاهدا علامة توفي بطيبة المشرفة في ذي القعدة عن بضع وسبعين سنة ودفن بالبقيع سنة أربع وستين وثمانمائة فيها كان الطاعون العظيم بغزة ثم الشام والقدس ومات فيه من لا يحصى. وفيها توفي برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن داود البيضاوي ثم المكي الشافعي ويعرف بالزمزي الإمام العلامة توفي في ربيع الأول عن ست وثمانين سنة. وفيها شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الشحام الحنبلي المؤذن بالجامع الأموي ولد في خامس عشرى المحرم سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وسمع من جماعة وروى عنه جماعة من الأعيان وتوفي بالقدس الشريف في نهار الثلاثاء تاسع جمادى الآخر.

وفيها تقريبا قاضي القضاة تقي الدين أبو الصدق أبو بكر بن محمد بن الصدر البعلي الحنبلي ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة وروى عمن روى عن الحجار وسمع على الشيخ شمس الدين بن اليونانية البعلي ببعلبك وولي قضاء طرابلس مدة طويلة وكان حسن السيرة وأجاز الشيخ نور الدين العصياتي وأخذ عنه جماعات. سنة تسع وستين وثمانمائة فيها توفي قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن الحسين العباسي السيد الحسيب النسيب الحنبلي الإمام العلامة ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة وأخذ عن ابن المغلى وابن زهرا الحمصي وولي قضاء حماة فباشره فوق ثلاثين سنة بعفة وديانة وكان يروم الخلافة وربما تكلم له فيها لأنه كان من ذرية العباس رضي الله عنه وكان من أهل العلم والفضل وتوفي بحماة في أوائل هذه السنة وولي قضاء حماة بعده ولد ولده قاضي القضاة محي الدين عبد القادر بن القاضي موفق الدين بن القاضي شهاب الدين واستمر بها نحو عشر سنين إلى أن توفي رحمه الله وفيها السلطان عبد الحق بن أبي سعيد المريني صاحب فاس توفي في رمضان.

سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة فيها توفي جمال الدين محمد بن أبي بكر الناشري الصامت قال المناوي في طبقاته برع في الفقه وشارك في عدة فنون ثم أقبل على التعبد والتزهد وترك الرياسة وحب الخمول والعزلة واستقل بخويصة نفسه حتى مات ولم يخلف بعده مثله.

خريطة الموقع - ديوان العرب

سنة سبع وسبعين وثمانمائة فيها توفي شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد بن منصور العامري الرملي الشافعي الإمام العالم العلامة توفي ليلة نصف شعبان عن بضع وسبعين سنة وفيها علي بن أحمد بن عثمان بن محمد بن إسحاق السالمي المناوي الأصل القاهري الإمام العالمي توفي يوم الجمعة سلخ ربيع الأول عن أربع وستين سنة. وكان يصرف لمطبخ الجامع الأزهر في رمضان ستمائة وسبعين دينارا ومائة قنطار عسل وخمسمائة أردب قمح للخبز المفرق فيه وفي أيامه بني دائرة الحجر الشريف وبعض أروقة المسجد الحرام وباب إبراهيم وجعل علوه قصرا شاهقا وتحته ميضأة وبنى عدة خانات وآبار في طريق الحج المصري منها خان في العقبة والأزلم وأنشا مدرسة بسوق الجملون بالقاهرة والتزبة المقابلة لها والمأذنة المعتبرة بالجامع الأزهر والبستان تحت القلعة والمنتزه العجيب بالملقة وأنشأ مجرى الماء من مصر إلى القلعة وعمر بعض أبراج الأسكندرية وغير ذلك من جوامع وقصور ومنتزهات إلا أنه كان شديد الطمع كثير الظلم والعسف مصادرا للناس في أخذ أموالهم وبطل الميراث في أيامه بحيث كان إذا مات أحد أخذ ماله جميعا كذا قال القطبي فجمع أموالا عظيمة وخزائن وأمتعة.

وافتتح اليمن واتخذ مماليك لنفسه فصاروا يظلمون الناس وأظهروا الفساد وأضروا العباد وهو يغضي عنهم ويحكي أن بعض مماليكه اشترى متاعا ولم يرض صاحبه بقيمته فقال له شرع الله فضربه بالدبوس فشج رأسه وقال هذا شرع الله فسقط مغشيا عليه وذهب بالمتاع ولم يقدر أحد يتكلم فرفع بعض الصالحين يديه ودعا على الجندي وعلى سلطانه بالزوال ثم قالت له نفسه كيف يزول ملك هذا السلطان العظيم الذي ملأت جنوده وسطوته الأرض فلم يمض إلا قليل ثم وقعت بينه وبين السلطان سليم ملك الروم بسبب إسمعيل شاه فقصد كل منهما الآخر في عسكرين عظيمين فالتقيا بموضع يسمى مرج دابق شمالي حلب بمرحلة خامس عشرى رجب فانهزم عسكر الغوري بمكيدة خير بك والغزالي من جماعته وفقد الغوري تحت سنابك الخيل في مرج دابق وأقام السلطان سليم بعد الوقعة في بلاد الشام أشهرا.

وأمر بعمارة قبر الشيخ محي الدين بن عرب بصالحية دمشق ثم تولى في تلك المدة بمصر الملك الأشرف طومان باي الجركسي ابن أخي الغوري ووقع بينه وبين السلطان سليم حروب يطول ذكرها ثم سلم نفسه طائعا فقتل بباب زويلة وأمر السلطان سليم بدفنه بجانب مدفن الغوري المشهور وبه انقرضت دولة الجراكس. وقال في الكواكب كان موته بعروض فالج نشأ له من تأثره ببلوغه قطع رأس إبراهيم بن عطاء الله المكي بحيث سقط عن دابته وأغمي عليه فحمل إلى منزله ثم مات بعد أيام انتهى.

وفيها محيي الدين محمد بن يعقوب الرومي الحنفي الشهير باجه زاده الإمام العالم قرأ على علماء عصره ثم وصل إلى خدمة المولى خطيب زاده ثم ولي الولايات وتنقل فيها حتى صار قاضي بروسا ثم عزل ومات معزولا قال في الشقائق كان عالما فاضلا ذكيا سليم الطبع مبارك النفس مقبلا على الخير متواضعا متخشعا صاحب كرم وأخلاق انتهى. وفيها نصوح الطوسي العارف بالله تعالى قال في الكواكب كان عالما صالحا يحفظ القرآن العظيم ويكتب الخط الحسن ثم انتسب إلى الطريقة الزينبية وخدم الشيخ تاج الدين القرماني وبلغ عنده رتبة الإرشاد وقعد على سجادة التربية بعد وفاة الشيخ صفي الدين في زاوية شيخه المذكور ومات في وطنه انتهى.

وفيها شرف الدين يونس بن إدريس بن يوسف الحلبي ثم الدمشقي الشافعي الصوفي الهمداني الخرقة الصالح المسلك ولد بمدينة حلب سنة سبع وستين وثمانمائة واشتغل على جماعة في عدة فنون وتوجه إلى مكة ثلاث مرات وجاور في حدود الثمانين وسمع بها الحديث على السخاوي والمحب الطبري وولده أبي السعادات وقرأ عليه في النحو ولبس الخرقة الهمدانية وتلقن الذكر من السيد عبيد الله التستري الهمداني وصار له أتباع كثيرون يتداولون الأوراد الصحيحة بالمدرسة الرواحية بحلب وهاجر إلى دمشق وأقام بدار الحديث بقرب قلعة دمشق وتوفي بدمشق يوم الإثنين عشرى.

وفيها شهاب الدين أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم الشهاب بن البدر المكي ويعرف كأبيه بابن العليف بضم العين المهملة تصغير علف الشافعي قال في النور ولد بمكة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة ونشأ بها وحفظ القرآن والألفية النحوية والأربعين النووية والكثير من المنهاج وسمع بمكة على التقي بن فهد وولده النجم والزين عبد الرحمن الأسيوطي وأبي الفضل المرجاني ولازم النور الفاكهي في دروسه الفقهية والنحوية وبالقاهرة من الجوجري وغيره ودخل القاهرة مرارا قال السخاوي وكنت ممن أخذ عنه بها وبالحرمين وتكسب بالنساخة مع عقل وتودد وحسن عشرة وتميز ومع ذلك فلم يسلم ممن يعاديه بل كاد أن يفارق المدينة لذلك قال وأغل بإقامته الآن بطيبة على خير وانجماع وتقلل ونعم الرجل انتهى.

الصفحة نقاش اعرض المصدر التاريخ المزيد من الخيارات ماذا يصل هنا.


  1. كيفية bitcoin الذهب محفظة;
  2. مجموع بلدان اليمن وقبائلها.
  3. الأخبار - الأخبار الرياضية - صفحة - صحيفة تواتر الالكترونيه.
  4. عقدة البيتكوين استيراد المحفظة?
  5. بيتكوين حلال أم حرام الأردية.
  6. رسوم دورة BTC في دلهي.

تصنيف : شذرات الذهب في أخبار من ذهب. قائمة التصفح أدوات شخصية غير مسجل للدخول نقاش مساهمات إنشاء حساب دخول. نطاقات بوابة نقاش. معاينة اقرأ عدل المصدر تاريخ. الصفحة الرئيسية الأحداث الجارية أحدث التغييرات أحدث التغييرات الأساسية.